دفنت 80 مصريا وأقامت منتزه.. تفاصيل سر أخفته إسرائيل 50 عاما

قبر جماعي لجنود مصريين حفرته إسرائيل لنحو 80 جنديا مصريا شاركوا في الحرب ضد الاحتلال إلى جانب الإخوة السوريين وبنيت فيما بعد منتزه سياحي.

تجاهلت السلطات الإسرائيلية القبر الجماعي للمصريين وقررت حظر النشر عن تفاصيل القضية وجعلته أمرا سريا ومنعت النشر عنه في وسائل الإعلام.

 

سر عمره أكثر من 50 عاما، حول مقتل عشرات الجنود المصريين حرقا، ودفنهم دون شاهد مقبرة أو علامة مميزة في منطقة اللطرون بالضفة الغربية، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية النشر عنه بعد انتهاء الحظر الذي كانت تفرضه السلطات الإسرائيلية.

 

المؤرخ الإسرائيلي آدم راز، كشف تفاصيل الواقعة في بحث صادر عن معهد عيكفوت، المختص بالصراع العربي الإسرائيلي، ونشرته صحيفة هآرتس، اليوم، وبعد مقابلات مع العديد من المستوطنين ومسؤولين رفيعي المستوى بالجيش والحكومة الإسرائيلية، اتضح أن بعضهم لا يعرف بالقصة، بسبب الحظر المفروض عليها من الرقابة العسكرية الإسرائيلية منذ حدوثها.

 

تفاصيل دفن 80 جنديا مصريا في قبر جماعي

 

الواقعة، تعود إلى يونيو 1967، عندما انضمت فرقة من قوات الصاعقة المصرية، للقوات الأردنية على الحدود مع إسرائيل، واندلعت اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في الخامس من يونيو استمرت ليومين.

يقول قائد فرقة “نحشون” وأحد الشاهدين على الواقعة، زين بلوخ، إن القوات المصرية بدا عليها سوء التنظيم ولم تمتلك خرائط حديثة للمنطقة، ومع الصدمة أصبحوا تائهين تماما في الميدان، وفق ما نشره موقع الساحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

قبر جماعي لجنود مصريين أسفل منتزه إسرائيلي

خلال اليوم الأول سقط أكثر من 25 جنديا مصريا، وفي اليوم الثاني وصلت حصيلة القتلى إلى 80، بعد أن حاصرهم الجيش الإسرائيلي، واستخدم قذائف فسفورية لضرب الحقول التي اختبئ بها المصريين، فنشب حريقا ماتوا على إثره. وبحسب مذكرات الكاهن جاي خوري، الذي عمل بدير في منطقة اللطرون آنذاك، فإنه شاهد العديد من الجثث متناثرة بطول الطريق، كما أُسر آخرين، وهرب آخرون مع الفلسطينيين الذين هجروا من القرى المجاورة.

 

بعد ذلك حفرت القوات الإسرائيلية مقبرة بطول 20 مترا، دفن بها الجنود المصريين، ووفقا للتقرير لم يتم أخذ أي شئ منهم من أجل التعرف على هويتهم في المستقبل، بل سرق بعض الجنود الإسرائيلين بعض متعلقاتهم مثل ساعات اليد، لكن يبدو أن عمليات الدفن حدثت على عجالة، فقد اكتشف إسرائيليون، ذهبوا لزراعة المنطقة بعد ذلك، أشلاء للجنود المصريين، وتولوا هم عملية دفنها.

إسرائيل تحول مقبرة المصريين إلى معلم سياحي

 

مع السنوات تحولت المنطقة إلى معلم سياحي يدعى “ميني إسرائيل”، وهو مكان يضم مجسمات للمعالم السياحية في إسرائيل، دون الإشارة لوجود جثث لجنود مصريين قتلوا ودفنوا في المكان ذاته، وقال بلوخ الذي يعرف مكان الدفن تحديدا، إن الجنود المدفونين هناك يستحقوا الاحترام وأن يتم الإشارة لمكان دفنهم على الأقل بنصب تذكاري.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يحاول أحد الشهود الحديث عن الواقعة، بحسب آدم راز، ففي مطلع التسعينيات، منعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تقريرا في صحيفة يديعوت أحرونوت، جمع شهادات ممن شاركوا مع فرقة نحشون، وقال أحدهم يدعى دان مير، إنه استغرب من عدم قيام الجيش الإسرائيلي بتحديد مكان المقبرة أو وضع لافتة صغيرة حتى.

قبر جماعي لجنود مصريين

وأضاف عضو آخر في فرقة نحشون يدعى يوسف شريبر، أن المستوطنين في المنطقة كان يزعجهم أن منازلهم بنيت على أراض 3 قرى عربية تم تهجير أهلها، لكن المقبرة الجماعية لم تزعجهم بنفس القدر، مضيفا “لا أعرف ماذا كان ينبغي على الجيش الإسرائيلي فعله، لكن كان يجب إعادة جثث المصريين لبلادهم”، وقال ثالث في نفس المقال الممنوع، يدعى بينيامين نوار، إنه لو كان الأمر ذاته حدث مع اليهود، لكنا بكينا للأبد.

وحتى الآن منذ نشر التقرير على صحيفة هآرتس، لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقارير، كذلك لم تصدر القوات المسلحة المصرية أي بيانات، علما بأن معاهدة جنيف الدولية، تنص على احترام جثث الموتى المقابر والمحافظة عليها بشكل دائم، خلال النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى