يبحث المصريون عن أسباب انهيار سعر اليورو الأوروبي أمام الدولار الأمريكي، ذلك الانهيار الذي شهدته العملة الأوروبية يعد الأول منذ 20 عامًا.
ويسعى المصريون إلى معرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار في سعر العملة الأوروبية الموحدة التي تضم منطقة اليورو التي خرجت منها بريطانيا بعد أزمة البريكست، وموقف ذلك الأزمة على السوق المصري، وتأثيرها على أسعار السلع الغذائية والمستلزمات الإنتاجية وكذلك باقي المنتجات.
وسجل سعر اليورو اليوم الثلاثاء 12 يوليو 2022 في البنوك تراجع إلى 1.0045 مقابل الدولار الواحد والذي يعد أضعف مستوى للعملة الأوروبية منذ ديسمبر 2002.
ويرجع سبب انهيار العملة الأوروبية إلى أزمة الحرب الروسية التي تشنها موسكو على جارتها أوكرانيا والتي تسببت في ضعف الاقتصاد الأوروبي وبالتالي تراجع قيمة عملته.
كيف يتأثر السوق المصري بانهيار اليورو أمام الدولار؟
وفي السطور التالية نكشف كيف يتأثر السوق المصري بأزمة انهيار سعر صرف اليورو الأوروبي، حسبما كشف الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية.
وأوضح عبده أن الدول الأوروبية تعيش أزمات اقتصادية متعددة بسبب حرب روسيا ضد أوكرانيا والتي أدت إلى تهجير الملايين من المواطنين الأوكران، ويأتي بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج نظرًا لأزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا.
وجاءت الأزمات بعد الإعلان الروسي بوقف خط تدفق الغاز إلى أوروبا بحجة الصيانة لمدة 10 أيام وهو ما رفع مخاوف المستثمرين في التعامل مع اليورو الأوروبي لعدم وجود ضمانة من التزام روسيا بعودة الغاز مرة أخرى على خلفية الصراع الروسي الأوروبي حول أوكرانيا وهو ما يهدد بأزمة طاقة.
وعن تأثير تراجع سعر اليورو على السوق المصري كشف الخبير الاقتصادي أنه من الوارد أن يصب ذلك في صالح السوق المصرية، بانخفاض أسعار السلع المستوردة، لكن في الوقت نفسه فإن هذا الانخفاض لن يكون بالصورة التي يظنها البعض، نظرا للارتفاع الكبير في تكلفة إنتاج هذه السلع في بلدها المنشأ وهو السوق الأوروبي خاصة بعد أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا على خلفية الحرب.
لكن توجد نقطة أخرى سلبية كشفها رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية وهي أن التراجع في سعر اليورو يهدد بزيادة الفائدة على الدين العام نظرًا لارتفاع قيمة الدولار.
وطالب الخبير الاقتصادي الحكومة المصرية في ظل هذه التغييرات العالمية المصرفية بتشديد الرقابة على السوق المحلي وعلى القطاع الخاص تحديدًا الذي قد يستغل نسبة الانخفاض في السلع المستوردة من السوق الأوروبي نتيجة أزمة اليورو معتبرًا إياها دون وجه حق هامشًا للربح.
وأشار رشاد عبده إلى أن المواطن المصري لا يشعر بأي انخفاض في أسعار السلع فعلى الدولة معاقبة كافة مستغلي الأزمات ومحاسبتهم حسابًا رادعًا.