أغنية للي محمد منير.. أغنية للي للمطرب محمد منير، يتسابق أبناء الصعيد في الهجوم على الفنان أكرم حسني، وسط دفاع مستميت عن كلمات أغنية للي والتي اعتبروها مقتبسة من الشاعر الجنوبي عادل صابر.
اتهامات بسرقة كلمات أغنية للي طالت الفنان أكرم حسني، وساق الكثير من المثقفين وشعراء جنوب مصر المبررات التي رءوا أنها منطقية وفاضحة للفنان أكرم حسني الذي يصر هو الآخر على أن الكلمات من بنات أفكاره وأنه لم يسرق أي منها.
الشاعر عادل صابر، حسم الجولة الأولى في مشوار طريق أغنية للي للمطرب محمد منير لصالحه بعد حذف أغنية للي من موقع الفيديوهات الشهير، وهو اعتبره عادل صابر انتصارًا مؤقتا ومعنويا، بخلاف الدعم الكبير الذي تلقاه من أبناء الصعيد الذين يهاجمون بضراوة أكرم حسني.
وفي سياق التبرير والدفاع عن موقفه كشف الشاعر عادل صابر عن بعض كلمات أغنية إحدى القصائد التي كتبها، واستشهد بها وأن أكرم حسني سرق الكلمات وهي كما يلي:
السنط ضهره اتحنى.. والنخل هاود الريح
حتى طبيب الجرايح في فراشه جريح
ودعنا ليل الأسى.. وأتانا صبح غبي
ويهوذا أصبح نبي.. وصلبنا كل مسيح
ورغم حذف أغنية للي من موقع يوتيوب لكن تستيطع عزيزي القارئ الاستماع وتحميل الأغنية عبر الرابط التالي
تحميل أغنية للي للفنان محمد منير
ولكن في المقابل دافع الكثيرون عن أكرم حسني، ومنهم الشاعر طارق الجنايني الذي كتب منشورا على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يدافع عن أكرم حسني.
وأكد طارق الجنايني في دفاعه عن أكرم حسني أن الفنان يتعرض لحملة شرسة، تهاجمه وتتهمه بالسرقة وذلك فقط لمجرد أنه اقتحم فن المربعات وكتب فيه كتابة عظيمة.
وأضاف في المنشور الذي دونه على حسابه الشخصي: “خرجت كتابته أفضل من كتابات شعراء أصحاب عشرين سنة خبرة، والحقيقة أنا لا أتعجب من تفوقه أو ثقله المفاجىء في الكتابة، والحقيقة أيضًا أن هذا الثقل ليس مفاجئًا بالنسبة لي فلقد استمعت لكتابات ألفها بنفسه من قبل وذُهلتُ حينما عرفت أنه هو من كتبها، كتابات أغاني ساخرة نعم، ولكنها ذات جمل شعرية عبقرية لا تخرج سوى من شاعر متمكن من الوزن والموسيقى والانسياب اللفظي للكلمة”.
الأمر الذي يدفع ضريبته الآن، وذلك لأنه دخل للناس في قالب كوميدي، فاستكثروا عليه أن ينافسهم في جانبهم الوقور، الشعر.. الذي وهبوا له عمرهم فجاء أكرم حسني بكم مربع كتبهم في اللوكيشن بإصبع قدمه أو كما يقولون “وهو سايب إيده”..
سأشرحُ الجملة “موضوع السرقة” المتهم فيها أكرم حسني وهي (اللي فتح باب الوجع واجب عليه رده) وهي جملة تراثية شهيرة تتم صياغتها بثلاثين ألف طريقة ثم تصل لنفس المضمون، فقد قال نزار قباني: فإن من بدأ المأساة ينهيها (وإن من فتح الأبواب يغلقها) وإن من أشعل النيران يطفيها، هل معنى ذلك أن الشاعر عادل صابر صاحب الاتهام قد سرق الكلمات من نزار قباني؟!.. بالطبع لا يمكن اتهامه بذلك ولكنه استطاع بما لديه من جرأة أن يتهم الآخرين بالسرقة..
ناهيك عن أن هذا المصطلح دارج جدًا فقد كتب مرسي جميل عزيز: يا أمَّا أرد الباب ولا أناديله؟! وردي البيبان يا بهية، فما علاقة كل ذلك بالسرقة؟!..
تم اتهامه بأنه سرق اللحن من أغنية أخرى والحقيقة أن اللحن نفسه لحن تراثي لا صاحب له، وإنما قام أحدهم باستخدام هذا اللحن التراثي ووضعه على أغنية بذات الصبغة التراثية ونشرها.
ثم جاء أكرم حسني بنفس اللحن التراثي ووضع عليه أغنية بذات الصبغة التراثية أيضًا فجاء الملحن الأول وقال: الحقوني دا أكرم حسني سرقني.. وهذه هي الأزمة، أزمة عدم الصدق في النقل، عدم الصدق في تعريف الناس بالاقتباس واستخدام التراث، فكل شخص ينهب من التراث ما يشاء ثم يقول أن هذا ملكه هو.
ثم لا أعرف ماذا سيجني أصحاب هذه الاتهامات من المحاولات المستميتة لإلصاق التهمة على أكرم حسني، محاولات مضنية يقولون فيها مرة أنه سرق القصيدة ثم الكوبليه ثم تكتشف أن التشابه كله في كلمتين أصلهم تراثي، ثم بعد ذلك يتهموه بسرقة اللحن.. المهم محاولة إثبات السرقة بكل الطرق.
لا أرى دافعًا لكل ذلك أكبر من الغيرة أو استكثار المحاولة الشعرية الناجحة لأكرم حسني عليه، فكيف يناطح هؤلاء الفطاحل غير المعروفين وهو ابن كام أغنية ساخرة فقط، أو قد يكون كل ذلك محاولة لنيل نصيب من الشهرة بمبدأ أن الضربة التي لا تصيب تدوّي، وإن نجحنا يبقى وماله وإن فشلنا فقد نطق الناس اسمنا.
وهو مكسب في كل الحالات، لكنه مكسب غير شريف ومبطن بادعاءات مؤذية لا أصل لها في الحقيقة.. وأنا أدافع عن الرجل لأن الناس يحبون الفضائح ولن تجد أحدهم يفرد مساحةً كبيرة من صفحته للدفاع عن الرجل المتهم الذي لم تثبت إدانته أصلًا.
الشعب المصري يحب أن يُتهمَ الناس لا أن يُبرَّأوا فالفضائح جاذبة للانتباه وتستنزف الوقت والأحاديث ببراعة وإلا فكيف تمر أيامهم ولياليهم من دون حدثٍ تلوكهُ أفواههم وتمضغه ضروسهم؟.